بري لـ«السفير»: مبادرتي منسقة مع السعودية وجنبلاط يحاول ...

خوجة عاد إلى بيروت بتوجيه من الملك السعودي... وقباني يحذّر من الوقوع في الهاوية
بري لـ«السفير»: مبادرتي منسقة مع السعودية وجنبلاط يحاول إجهاضها
عون يطالب بحجز مقاعد لـ«البعض» في دير الصليب... وإنجاز نص العريضة النيابية المعارضة

[img:41ba]http://www.assafir.com/Photos/Photos30-12-2006/29841[047]1.JPG[/img:41ba]

معتصمون ليلاً في ساحة الشهداء (مصطفى جمال الدين)

ينطوي العام 2006 منتصف ليل يوم غد ولا تنطوي معه التوترات الداخلية، التي كان اللبنانيون يأملون ان تتأثر بموجة البرد في الاعياد، فاذا بالمعايدة السياسية، التي قدمّها النائب وليد جنبلاط، تعطي وقودا للتوتير الاضافي من جهة وتحاول قطع الطريق على المبادرة السياسية الجديدة للرئيس نبيه بري من جهة ثانية، فيما لم يعرف بعد ما اذا كان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد صرف النظر عن قرار العودة الى بيروت، خاصة في ضوء تصريحات جنبلاط الاخيرة او انه يواصل سعيه لاحداث خرق في جدار تأزم العلاقات السعودية السورية، خاصة وان بعض الاوساط الدبلوماسية العربية في بيروت، توقعت دورا مصريا في هذا الاتجاه بعد انتهاء اجازة الاعياد مباشرة.
وعدا عن ردود الفعل السياسية التي صدرت عن قوى المعارضة، والتي اعتبرت كلام جنبلاط الاتهامي ضد «حزب الله» في موضوع الاغتيالات التي شهدها لبنان في السنتين الاخيرتين، خير دليل على صحة هواجس المعارضة، لجهة امكان الاستغلال السياسي لموضوع المحكمة الدولية في اية لحظة تأزم داخلية او اقليمية او دولية، فان الرئيس بري عبر عن انزعاجه الشديد من اتهامات جنبلاط، وقال لـ«السفير» انها موجهة بالدرجة الاولى ضد مبادرته، خاصة وانه كان قد قطع شوطا لا بأس به على مستوى الاتصالات الداخلية والعربية وخاصة مع النائب سعد الحريري وقيادة المملكة العربية السعودية، واكد تصميمه على السير بمبادرته.
وحسب المعلومات المتوافرة لـ«السفير»، فان مبادرة السفير السعودي عبد العزيز خوجة الذي قطع اجازة الاعياد قبل أداء فريضة الحج وعاد الى بيروت، انما جاءت بناء على توجيه من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز الذي أوعز اليه ان يعود للتشاور مع الرئيس بري وباقي المسؤولين في سبل إيجاد تسوية سياسية للازمة السياسية القائمة.
وعلم ان خوجة زار امس بري وأبلغه موقف المملكة الداعم لمبادرته الجديدة وحرصها على كل ما من شانه حفظ لبنان واستقراره ووحدته ووحدة ابنائه.
وقال خوجة لـ«السفير» ردا على سؤال، انه يتمنى للبنانيين أعيادا مباركة ومجيدة وان يتجاوز بلدهم هذه المحنة الصعبة التي يمر بها، واضاف ردا على سؤال «العيدية عند دولة الرئيس نبيه بري».
وقال الرئيس بري، خلال استقباله امس وفدا من المنظمات الشبابية الطالبية في المعارضة، انه ما ان بدأ الاتصالات والتحرك على خط المبادرة الجديدة «حتى خرج كلام يحول الاجواء الى اجواء عدائية لها تأثيرات خطيرة وينقل الاجواء الى درجة جديدة في التصعيد».
اضاف بري: «لا احد يزايدن على احد بدم الرئيس الشهيد رفيق الحريري». وقال ان «الهدف من ارسال عريضة المحكمة الى المجلس النيابي، اظهاري ضد المحكمة الدولية، وبالتالي اظهار الشيعة وكأنهم ضد المحكمة وهو امر خطير وخطير جدا هدفه الاول والاخير اشعال الفتنة بين المسلمين». وتساءل: «هل ان المحكمة الدولية رميت في الشارع لاجل الوصول الى القضاء العادل او الى القضاء على الخصوم؟».
عون: سنحجز لهم في دير الصليب!
من جهته، انتقد رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، بصورة غير مباشرة، الكلام الاخير للنائب جنبلاط الذي استهدفه و«حزب الله»، وقال لـ«السفير» اننا «سنبدأ بحجز غرف في دير الصليب لبعض الجالسين في السرايا وفي بعض القصور، لانهم بلغوا درجة الجنون ولشدة خوفهم من الوقوع من الاعلى، بدأوا يرمون انفسهم عن السطوح».
اضاف عون مخاطبا المعتصمين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، في ختام الشهر الاول للاعتصام: «مع بدء العام الجديد، اقول لكم، نحن امام خيار من اثنين، اما المواجهة بالقوة او المواجهة السلمية الديموقراطية، وقد اخترنا الطريق الثاني، وهو طريق طويل ولكنه يضمن لنا انتصارا سلميا نظيفا، وخيارنا الرد على أية إساءة بطول البال وسعة الصدر، والمشكلة ليست عندنا بل عند الفريق الحاكم. السؤال ليس ماذا سنعمل، بل هم ماذا سيعملون، نحن اهدافنا واضحة وحددناها في خطاب 15 تشرين الاول الماضي».
وتابع «نريد اعادة تكوين السلطة في لبنان، ليس عن طريق اسقاط الدولة او الدستور او القوانين كما هم فعلوا ويفعلون يوميا، بل عبر تشكيل حكومة وفاقية او حكومة انتقالية، ومن ثم وضع قانون انتخابي، تليه اعادة تكوين المجلس الدستوري وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تليها انتخابات رئاسية تنبثق بعدها حكومة وحدة وطنية جامعة.
واكد ان هذه المطالب تضمن عملية الانتقال الهادىء للسلطة وهي تلتقي بالكامل مع ثوابت الكنيسة المارونية وخطاب بكركي، وباتت تشكل المدخل الالزامي لانقاذ لبنان ونظامه الديموقراطي.
العريضة الاتهامية ضد السنيورة وحكومته
في هذه الأثناء، حصلت «السفير» على نسخة من العريضة النيابية التي اعدتها المعارضة ضد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والوزراء غير المستقيلين في حكومته لخرقهم الدستور، والتي دعت فيها المجلس النيابي الى جلسة خاصة عاجلة لمناقشة تلك الخروقات «للدستور من جهة، والإخلال بالموجبات المترتبة عليهم من جهة اخرى»، طالبة بالتالي احالتهم الى التحقيق ومن ثم على المحاكمة امام المجلس الاعلى.
واستندت مسودة العريضة الإتهامية التي ستقدم لرئيس المجلس نبيه بري، الى خرق السنيورة وفريقه للمادتين 52 و56 من الدستور في معرض الاتفاق الجاري بين الدولة اللبنانية والامم المتحدة بشأن المحكمة الخاصة ذات الطابع الدولي، اضافة الى خرق المادة 95 من الدستور معطوفة على الفقرة «ي» من مقدمته التي نصت على ان تمثل الطوائف بصورة عادلة في تشكيل الوزارة.
كما اشارت العريضة الى خرق تم في المادتين 19 و57 في ما يتعلق بالمجلس الدستوري، والمواد 83 وما يليها من الدستور، والمادة 17 وما يليها من قانون المحاسبة العمومية، اضافة الى خرق المادتين 49 و53 واصول التعامل الدبلوماسي الرسمي مع رئيس الجمهورية، واخيراً خرق القواعد الدستورية والقانونية الرامية لقبول استقالة الوزراء وتعيين وكلاء عنهم (نص العريضة ص3).
قباني يدافع عن السنيورة وحكومته
من جهة ثانية، يلقي مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني اليوم السبت، خطبة عيد الأضحى في الجامع العمري الكبير، وينبه فيها الى خطورة الوضع الذي يعيشه اللبنانيون قائلا :«تجاوَزنا كلَّ المُحَرَّمات، وأطلقنا العِنانَ لشوارِعنا ولِغَرائزِنا ولكلِّ من امتلأَ قلبُهُ حقداً وكراهيَةً وضَغينة، وبتنا نبحَثُ عن كلِّ ما يُفرِّقنا ويُمزِّقُ صفوفنا ويباعدُ في ما بيننا». ويضيف «اننا لم نُعطِ أَنفُسنا فرصةَ تَذَوُّقِ ولا تثمير الانتصار الذي حققناه على اسرائيل، لا بل بادَرنا إلى إطلاق ما يُسَمونَهُ رصاصةَ الرّحمة، على كلِّ الإنجازاتِ وكلِّ الانتصارات، كلمات وخُطَباً واتِّهاماتٍ وتظاهُراتٍ واعتِصامات، شَلَّت مرافقَ الدولةِ وسَبُلَ الحياة، وأغلَقَت نوافِذَ وأَبوابَ الأملِ والرَّجاء أمامَ اللبنانيين، بحياةٍ أفضَل، وبحياةٍ حُرَّةٍ وكَريمَةٍ وآمِنة».
واكد قباني ان السنيورة وحكومته لن يسقطا في الشارعِ، آملا ان تنجح مساعي الأمين العام لجامعة الدول العربية، وان نتمكن من حماية وحدَتنا الوطنيةُ الضامنَةُ لحُريَّتِنا وكرامتِنا واستقلالِنا، داعيا للاقلاع عن كلِ ما يزيدُ حالةَ الفَوضَى التي يعيشها وطَنُنا، وأن نترُكَ للمؤَسَّساتِ الدستوريةِ أن تضطَّلِعَ بدَورِها، وتَتَوَلَّى مسئوليَّاتِها، لا أن نحاولَ تحطيمَها، أَو تحويلَها عن مهامِّها الأَساسية، مشددا على وجوب العَودةِ إلى الحِوارِ والتَّشاوُر، و«إلى جادَّةِ الصَواب، ولنبدأ حِواراً أخَوياً بنَّاءً، علَّنا نُنقِذُ وطَنَنا من أن يقَع على شَفيرِ هاويَةٍ لا قَرارَ لها».

» السفير الاميركي في لبنان ماضٍ في التحريض على المعارضة
» السفير» تنشر القرار الاتهامي في محاولة اغتيال نصر الله