الحاج ولاء مـقـاوم (المشرف العام)
عدد الرسائل : 498 تاريخ التسجيل : 24/11/2006
| موضوع: الحوار السني الشيعي الأحد مارس 02, 2008 10:25 am | |
| الحوار السني الشيعي ليس من المعقول في هذا العصر والزمان أن تشكل خلافات مذهبية تاريخية عمرها أكثر من ألف وأربعمائة عام سبباً مقبولاً لإراقة الدماء بين أكبر طائفتين في العالم الإسلامي، السنة والشيعة، اللتين تعايشتا سوياً في أغلب الدول العربية والإسلامية خلال تلك السنوات الطويلة. مهما كانت وجاهة تلك الخلافات فإنها تبقى سبباً هزيلاً للاقتتال بين أبناء الوطن الواحد كما يحدث الآن في العراق ويهدد لبنان. تصوروا أن يتم تبرير هدر دماء آلاف المسلمين بحجة الاختلاف على أحداث عفا عليها الزمن أو آراء لا تقدم ولا تؤخر في أي شيء وحساب أصحابها على الله. تصوروا مدى اغتباط أعداء المسلمين بسماعهم عن مثل تلك الخلافات العقيمة التي تشيع الكراهية والتعصب الأعمى بين المسلمين واستغلال هؤلاء الأعداء لتلك المشاعر الهدامة في إذكاء الفتن والصراعات المدمرة التي يوجهونها لتحقيق أغراضهم الخبيثة وهم يضحكون مستهزئين من جهل المسلمين وغفلتهم وحماقتهم. لاشك أن الخلافات المذهبية حدثت وتحدث في أي مكان، واستمرارية وجود المحورين السني والشيعي وغيرهما في المجتمعات الإسلامية، مثل ما حدث ويحدثُ في كل مجتمع عبر التاريخ، ليس هو أصل المشكلة أو السبب المباشر الذي تنتج عنه الصراعات المسلحة بل هو مطية سهلة لمن يحسن استخدام النعرات المذهبية لتأجيج مشاعر الكراهية والعدوان. الانفعالات الناتجة عن إثارة مشاعر التعصب الديني هي من أقوى الانفعالات التي تثير الحماس والاندفاع والتقاتل بين البشر، ومن المتوقع أن يتم إذكاؤها واستغلالها لأسباب سياسية أو اقتصادية قد لا يكون لها أي صلة بدواعي الخلافات بناء الحصانة الفكرية السوية للقضاء على العصبيات الطائفية
المذهبية أو فلسفتها. أصل المشكلة هو أن بعض المسلمين لازال يعيش بعقلية العصور الجاهلية، ولم يستفد لا من أسس العقيدة الإسلامية السمحة من جهة أولى، ولا من تطورات العصر الحديث من جهة ثانية في بناء حصانة أو مقاومة ذاتية حقيقية ضد أساليب الاستغلال الخطر للمشاعر الدينية. يشمل ذلك غياب الحريات الفردية وأساليب الحكم الدكتاتورية والاستبداد، وغياب الشورى والتمثيل الصحيح لكافة فئات الشعب ومنع حرية الصحافة والإعلام. أضف إلى ذلك انقطاع الحوار بين فئات الشعب. النتيجة هو ما نراه الآن من صراعات تستعر أو قابلة للاشتعال في أي وقت. هذه الصراعات ربما أصبحت أكبر تهديد للمنطقة على المدى القصير، وقد زاد خطرها بقرب دخول بعض دول المنطقة إلى نادي الدول الممتلكة للأسلحة النووية. ولذا فقد أصبح من أهم الأولويات، إن لم يكن أهمها، الانتباه إلى خطر الاختلافات المذهبية وكبح جماح الفتن الناتجة عنها، بل بناء الحصانة في نفوس أبناء المنطقة التي تمنع اشتعال هذه الفتن في المقام الأول. هناك حدود واضحة تمنع الانسياق والتمادي وراء الخلافات المذهبية وما قد تجره من انفعال وصراع. من أهم هذه الحدود ما فرضه الدين الإسلامي الحنيف بتحريمه أشد التحريم قتل النفس المسلمة، كما في قوله تعالى }ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً|، هذا التحريم الرباني القاطع يجب أن يكون القاعدة في تعامل المسلمين بعضهم مع بعض مهما كانت خلافاتهم المذهبية أو غير المذهبية. كيف يتم تهميش هذه القاعدة والإسراع في الانخراط في صراعات لا تتماشى إلا مع شريعة الغاب. وتهدر دم الأطفال والنساء والشيوخ، ولا تفرق بين ظالم ومظلوم؟ ومن هذه الحدود ما أنتجه العالم خلال تاريخه الحضاري الطويل من أنظمة وقوانين ومعاهدات ومواثيق دولية وإقليمية تقرر حقوق الإنسان وتمنع قتل النفس البشرية والاقتتال بين الناس إلا في أضيق الحدود ولأعظم الأسباب مثل رد الاعتداء والظلم والتعسف والاحتلال. لم يعد من المحتمل أو المحبذ السكوت عن خطر المشاعر التعصبية التي قد تؤججها الخلافات المذهبية، ولابد من إشاعة ثقافة الحوار أكثر فأكثر، لتصحيح المفاهيم الخاطئة وتفنيد الشائعات المغرضة والأكاذيب المفتعلة لوضع حد لهذه المشاعر وتحجيم خطرها وإزالته. ولابد في هذا الإطار من الإشادة بكل المحاولات التي جرت وتجري لهذا الهدف مثل المقابلات التي أجرتها قناة المستقلة، ومثل الاجتماع المشترك بين علماء السنة والشيعة العراقيين الذي عقد في مكة المكرمة برعاية منظمة المؤتمر الإسلامي في شهر رمضان عام 1427هـ، ومثل المؤتمر الأخير في الدوحة. ولابد من الاتفاق على الأسس التي تصحّح تعامل الفئات المذهبية بعضها مع بعض وفقاً للأنظمة المتمشية مع ميثاق حقوق الإنسان، وإدراج هذه الأسس في المناهج التعليمية بكافة المستويات لبناء الحصانة الفكرية السوية ضد خطر العصبيات الطائفية في أذهان الأجيال القادمة. الحوار الصريح بين السنة والشيعة، ووضع أسس متفق عليها لتصحيح التعامل بين الطوائف الدينية، سيوضحان أن حياة ومستقبل الأجيال القادمة في منطقتنا والعالم الإسلامي أهم بكثير من انفعالات وخلافات لم يعد لها مكان مناسب في العصر الحديث، وخطرها قد يدمر الجميع
غازي جمجوم . | |
|
ملاك القلب مـقـاوم (المشرف العام)
عدد الرسائل : 366 العمر : 33 المكان : سوريا تاريخ التسجيل : 15/02/2008
| |
الحاج ولاء مـقـاوم (المشرف العام)
عدد الرسائل : 498 تاريخ التسجيل : 24/11/2006
| موضوع: رد: الحوار السني الشيعي الأحد مارس 02, 2008 12:54 pm | |
| الله يعطيك العافية مشكورة عالمرور | |
|
alloushi مـقـاوم (مـجـاهـد)
عدد الرسائل : 2 العمر : 41 تاريخ التسجيل : 05/04/2008
| موضوع: thanks الأحد أبريل 06, 2008 3:17 pm | |
| thanks for this article it is great ma2joor | |
|