حسن فضل الله يردّ على السنيورة: لم يجب عن دور فريقه في التواطؤ
تعليقاً على مواقف الرئيس فؤاد السنيورة التي ردّ بها على خطاب السيد حسن نصر الله، بتصريح قال فيه: كنا نتمنى أن يحافظ <الأستاذ> فؤاد السنيورة على الصفة التي ألصقت به كرجل دولة فلا ينزلق الى خطاب يخرج عن أصول التخاطب السياسي وأدبياته التي عهدناها في رجال الدولة، كما كنا نتمنى ان يحافظ على أعصابه السياسية فلا تنهار في ختام حفلة التهجم التي أقامها في سرايا يفترض ان تحافظ على موقعها كمقر لحكومة لبنان، وليس مسرحاً للتجييش الطائفي والمذهبي، ومقراً حزبياً لجهة بات يرأسها بعدما فقد صفته كرئيس لحكومة دستورية، وهذا ما يثبت مرة أخرى اننا أمام سلطة أحادية فئوية لا تمثل الشعب الذي يطالب بالشراكة الوطنية.
أضاف: برغم ما تضمنته حفلة التهجمات من تجريح شخصي، وإساءات يهمنا التأكيد على النقاط التالية:
جاء خطاب <السيد السنيورة> فارغاً من أي حجج او براهين، وكان لافتاً انه لم يجب على ما أكده الأمين العام لحزب الله من حقائق تتصل بدور فريقه السياسي في التواطؤ مع الأميركيين بشن العدوان على لبنان، وموافقته الشخصية على المشروع الأميركي الفرنسي، والاتصالات مع الجانب الإسرائيلي، والتجسس على المقاومة، فضلاً عن جلسة الحكومة السبت في 12 آب التي ندعوه لنشر محضرها الرسمي الحقيقي ليطلع الرأي العام اللبناني والعربي على ما كان يدور فيها.
إن من يدعو إلى حسم الخلاف في صناديق الاقتراع أبعد ما يكون عن عقلية الانقلاب، فمن حق المعارضة أن تدعو الى انتخابات مبكرة وتتوقع الفوز فيها بالأكثرية، وتعلن أنها ستؤلف حكومتها، أما مصادرة رأي اللبنانيين والمنهج الانقلابي فهو ما تقوم به السلطة من خرق الدستور والانقلاب على صيغة العيش المشترك، وتحويل المؤسسات الدستورية إلى مقرات لجهات حزبية وتعطيل الحياة الاقتصادية وشل القرار الوطني.
يبدو أننا نُبتلى بطبقة سياسية لم تعد تدرك قواعد اللغة العربية. إن مخاطبة جماهير المعارضة بأشرف الناس وأكرم الناس لا يعني أن الآخرين ليسوا شرفاء وكرماء، لذلك نأمل ان يراجعوا قواعد اللغة باب أفعل التفضيل، والكفّ عن هذا التحريض الرخيص الذي لا يلتفت إلى سلامة البلد ومستقبله.
إن تكرار الادعاء ان هناك خطاباً تخوينياً صار ممجوجاً، فنحن دعاة شراكة حتى مع الذين يسيئون ويرتكبون خطايا بحق الوطن، وإذا كان البعض يخجل من رهاناته والتزاماته الخارجية ويعتبرها خيانة فعليه الإقلاع عنها.
ربما من إيجابيات هذه الأزمة اننا صرنا نسمع كلمة المقاومة على لسان <السيد السنيورة> الذي كان منذ توليه رئاسة الحكومة شديد الحرص على إلغاء اسمها من أي بيان عربي، كما حدث في قمة الخرطوم واجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت خلال العدوان الإسرائيلي، وفي كل بياناته الرسمية. أما مزارع شبعا فلا نزال ننتظر رهاناته على داعميه الأميركيين الذين يعدونه باستعادتها كما ننتظر تنفيذ تعهداته ببسط سيادة الدولة على كامل أراضيها ومجالها الجوي ومياهها الإقليمية.
ونطمئنه أن المقاومة متجذرة، وسلاحها ومجاهدوها في الجنوب لمواجهة العدوان، أما في ساحات بيروت التي تتسع لكل اللبنانيين فهناك معارضة وطنية شعبية من كل الفرقاء والطوائف لا يريد <السيد السنيورة> رؤيتها، لأنه لم يعد يرى إلا من زاروبه الضيق داخل مسرح السرايا، او من زواريبه المتصلة بمصالح خارجية التي لن تجر على لبنان إلا الانقسام والأزمات، والتي يتضح أنه لا يكترث لها ما دام يحافظ على كرسيه.
يبدو أن <السيد السنيورة> يملك عدّاداً لقياس عدد مؤيدي المقاومة في العالم العربي والإسلامي فيكرر الحديث عن رصيدها، نطمئنه ايضاً ان رصيد المقاومة ليس شيكات مصرفية تحسب في ميزان الشركات ربحاً وخسارة، أما شعبيتها فمستمدة من تضحياتها والتزاماتها الوطنية والقومية وفي طليعتها قضية فلسطين، وإن دعم الأنظمة والحكومات لم يكن ليزيد من الرصيد في يوم من الأيام، ويكفي في رصيده الشخصي الدعم الأميركي والخوف الإسرائيلي على حكومته ليدرك الرأي العام العربي والإسلامي أي معركة يخوضها الآن ولمصلحة مَن؟