قنبلة صوتية فجرها المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل بكشفه رسالة وجهها اليه رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي المقدم وسام الحسن وذلك اثناء الحرب الاسرائيلية - الاميركية على المقاومة وجماهيرها.
تلك الرسالة التي تطلب «التزام شرف» يقدمه السيد نصرالله للنائب سعد الحريري حول تسليم سلاح المقاومة.
يأتي ردّ الحاج حسين خليل على بيان سعد الحريري باسم تيار المستقبل ليضيف حقيقة جديدة من حقائق الحرب على المقاومة التي يتبيّن يوما بعد يوم كيف فكّر رموز 14 شباط وما هو همهم الاول حيث ربطوا بين وقف الحرب على لبنان واشرف مقاومة في تاريخه وبين نزع سلاح هذه المقاومة متى؟ في احلك الظروف فيما كانت المقاومة تسطر اشرف الملاحم البطولية في مواجهة القوات الصهيونية الغازية.
الحاج حسين خليل حاول جاهدا عدم الربط بين مؤتمره الصحافي ورده على الحريري وتيار المستقبل وبين المباحثات الصعبة التي يجريها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى كما حاول عدم الدخول في تفاصيل ما يجري من مناقشات اليوم مشددا على ان هذا الردّ جاء بعد محاولات التعمية التي يمارسها تيار المستقبل ورموزه على قواعدهم الشعبية والسياسية في لبنان اي ان الردّ جاء نتيجة تعمد المستقبل في السير في سياسة التضليل الشعبي والاعلامي.
الا ان المؤتمر الصحافي للمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله سوف يؤثر في شكل مباشر على الاتصالات والمناقشات الجارية في بيروت شاء حزب الله ام لم يشأ وسوف يفتح النقاش على جملة ردود سينظمها حزب تيار المستقبل ليدفع التهمة الموثقة ضده وسوف يحاول جاهدا تقديم التفسيرات والحجج لإقناع الرأي العام ان رسالة المفاوض وسام الحسن لا تهدف الى نزع سلاح حزب الله بالقوة، بل هي تطلب التزاما من السيد نصرالله، وبذلك قد يخرج سعد الحريري او سواه ليقول ان هذا الوعد يمكن اخذه على طاولة الحوار تماما على طريقة فؤاد السنيورة الذي لم يستطع ان يدفع التهم عنه وهي تهم لا بدّ من محاسبة سياسية وقضائية عليها اليوم او في المستقبل.
عقد المعاون السياسي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الحاج حسين خليل مؤتمرا صحافيا هذا نصه: «كنا نأمل ألا يضطرنا النائب سعد الحريري الى كشف موقفه ودوره اثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان ونحن الذين عملنا جاهدين على ان نستكمل مع النائب الحريري العلاقة والتفاهم الكبير الذي كان بيننا وبين الرئيس الشهيد رفيق الحريري حول الرؤية المشتركة للبنان ولدور المقاومة وبناء الدولة. لكن وبكل اسف لم يستطع النائب الحريري ان يرتقي الى مستوى هذه العلاقة والتفاهم بل عمل على نقضها من خلال الانقلاب على كل مرتكزاتها ومن ثم نكثه لكل اتفاق وتعهد وتفاهم عقدناه معه ومع ذلك حرصا منا على إبقاء المناخ ايجابيا لما فيه مصلحة بلدنا كنا دائما نخفي مرارتنا وألمنا من افتقادهم الى الصدقية في التعاطي او تغليب مصلحة البلد على الإلتزامات الخارجية وكنا نأمل ألا يضعنا النائب سعد الحريري في موضع نضطر فيه الى كشف بعض ما لدينا من حقائق ونحن الذين حرصنا على التعالي على الألم والجراحات خلال العدوان واطلقنا خطابا مدويا وحدويا بهدف إبقاء الحكومة متماسكة ولو قلنا للناس خلال العدوان ما هي حجم الضغوط التي يمارسها فريق في السلطة وفي طليعته النائب الحريري والسيد السنيورة هل بقيت حكومة وبلد.
لكن امام اصرار النائب الحريري ومعه حلفاؤه على تعمية الحقائق وهو الذي بدأ منذ بيان البريستول الشهير بعد وقف العدوان الى خطابه في قريطم في بدايات شهر رمضان المبارك ثم الحفلات اليومية التي يقيمها السيد فؤاد السنيورة للتغطية على دور افرقاء لبنانيين في السلطة عملوا على جر لبنان الى هذه الحرب بدءا من الطلب من الإدارة الاميركية بشن العدوان الى الموافقة على المشروع الاميركي - الفرنسي تحت البند السابع الى التجسس على المقاومة وقيادتها الى قرار مصادرة السلاح واعادته تحتاج الى قرار سياسي من السلطة السياسية وهو السلاح الذي لا يزال مصادرا، الى اشتراط نزع السلاح لوقف الحرب، وهو الشرط الذي اطال امد الحرب بل هو الشرط الذي من اجله شنت هذه الحرب على لبنان.
اضاف خليل: سبق ودعوت سعادة النائب الحريري بعد تهجمه على المقاومة في خطاب قريطم وفي شهر رمضان المبارك، الى ان تكون لديه الجرأة للاعلان عن فحوى الرسائل التي كان يبعثها للمقاومة اثناء العدوان، ولزم الصمت، وابقينا الامر طي الكتمان لكنهم استمروا في تعمية الحقائق الى ان كشفنا عن مضمون هذه الرسائل. هم يتحدثون عن الشرف فبأي شرف يطلب فيه سعادة النائب الحريري التزام شرف من قائد المقاومة بتسليم السلاح لقاء وقف الحرب وهو الشرط الاميركي - الاسرائيلي ومن دون هذا الالتزام يتواصل العدوان والتدمير، وعلى حد قوله الامور صعبة كثيرا. وبدل ان يخفوا وجوههم خجلا مما كانوا يقترفون بحق لبنان جاء بيان النائب الحريري باسم تيار المتسقبل وفيه: «ان كل ادعاء عن رسائل من تيار المستقبل اثناء العدوان الاسرائيلي طلبت مقايضة سلاح حزب الله بوقف اطلاق النار ادعاء كاذب وباطل ويصب في اطار سياسات التهويل والتخوين».
اننا نشعر باسف شديد لان يكون مرض فقدان الذاكرة قد اصاب المعاون السياسي للامين العام لحزب الله وان يتم تناول موقف تيار المستقبل من سلاح المقاومة بالصورة التي تناولها الحاج الخليل.
- تحوير الكلام اصبح سمة ساطعة من سمات قيادات حزب الله...
هذه مقتطفات من رد تيار المستقبل. والآن، سنرى من اصابه فقدان الذاكرة وفقدان البوصلة معا، وسنرى من هو الكاذب ومن هو صاحب الادعاء الباطل. بين يدي ورقة، وانا اضطررت بعد رد تيار المستقبل ان ابحث عنها في ارشيف الحرب، لانه من نعم الله احتفظنا ببعض هذا الارشيف، رغم الخراب والدمار الذي اصاب بيوتنا ومكاتبنا واهلنا، والذي لم نكن نتمنى ان نبرزه لوسائل الاعلام. هذه الورقة (اشار الى ورقة بين يديه) هي بخط الرسول الذي ارسله سعادة النائب سعد الحريري في ايام الحرب وبعد اصرار كبير ان هناك امرا ضروريا جدا جدا ونريد التواصل معك يا حاج، توجد رسائل من الشيخ سعد الحريري، فرتبنا الامور وعقدنا لقاء جرى فيه نقاش فحواه: انتم تعرفون الوضع الدولي وان الامور تتجه نحو الفصل السابع، هناك كارثة، يجب ان نعرف كيف نخرج من هذه المحنة الكبيرة - والكلام له - والرسول هو السيد وسام الحسن احد مساعدي النائب الحريري. وكان جوابي الاول للسيد وسام: ما حدا يهول علينا في هذه الامور، هناك حرب وانتصارات للمقاومة، واي قوات دولية تريد ان تأتي تحت الفصل السابع، سنتعاطى معها كما نتعاطى مع اسرائيل، لذلك ننصح ان لا تدخلوا في هكذا مسألة، فهذه اخطر من ان يستمر العدوان الاسرائيلي علينا سنوات. ثم تحدث عن سلاح حزب الله، وجرى نقاش بيننا وبينه وقال لنا: ان النائب سعد الحريري يريد التزام شرف او وعد شرف من سماحة السيد ان يحدد وقتا لتسليم السلاح من اجل وقف هذه الحرب. فاجبته: اني اخجل من ان انقل هذه الرسالة لسماحة الامين العام، واقول لك، من المعيب ان يطلب منا هذا الطلب ونحن في هذه الاجواء حيث نخوض اشرس المعارك، ولبنان في عز المعركة، هذا شأن لبناني داخلي. فقال الحسن: هذا الامر ينص عليه اتفاق الطائف. فاجبته: انا لا اناقشك في اتفاق الطائف، واقول لك هذا الامر الذي تطلبونه خطير جدا. والله، اخجل ان انقل هذا الى سماحة السيد وهو في هذا الموقع يقوم بادارة المعركة والسياسة والحرب والانتصارات. فاجابني الحسن: الشيخ سعد مصر على نقل هذه الرسائل.
وتابع: هناك ايضا رسائل اخرى وطلبات اخرى موجودة، لكن اريد ان احصر النقاش في هذا الامر. انتهت الجلسة على ان نأتيه بجواب رسمي من سماحة السيد، وكان الجواب من سماحة السيد: لا احد يقارب هذا الموضوع في اثناء الحرب، نحن ننصحكم بان لا تقاربوا هذا الامر لا معنا ولا مع احد آخر، وعندما تضع الحرب اوزارها - نحن قبل الحرب كنا موافقين ان نناقش هذا الامر على طاولة الحوار - يعود النقاش على طاولة الحوار بشكل طبيعي لانه شأن داخلي لبناني. بين الجلسة الاولى والجلسة الثانية التي ابلغته فيها الجواب تأخرت يوم او يومين، خلالها طرح موضوع سلاح حزب الله في وسائل الاعلام، فقام بعض اخواننا النواب بردود قاسية على فريق السلطة، وانا من الناحية الامنية لا اتحدث على الهاتف الخلوي، وتحديد المواعيد فيه شيء من الخطورة، فاعتمد اخاً من اخواننا ارسل لي عبره السيد وسام الحسن رسالة الشيخ سعد الحريري عندما كان يتكلم معه على التلفون وامام الرسول الذي ارسل معه الرسالة التالية : (الرسالة مرفقة وهي بخط يد السيد وسام الحسن).
في نهاية المؤتمر، نقول لهم لا تضطرونا... ننصحهم بان يكفوا عن تعمية الحقائق التي اضطرونا لنقولها في وسائل الاعلام. الآن، سنكتفي بهذا المقدار، ولدينا رسائل اخرى اذا ما اصروا على المضي في المكابرة على دورهم ومواقفه بل وتواطئهم خلال العدوان.