15/12/2006
الجمل ـ خاص : قالت لـ "الجمل" مصادر أمنية لبنانية مطلعة على التحقيق بقضية اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل، أنه تم إلقاء القبض على أربعة متهمين بتنفيذ اغتيال الجميل، وطلبت المصادر التي أفصحت عن الأسماء الأربعة كاملة بأن نكتفي بذكر الاسم الأول والحرف الأول من الاسم الثاني، لأنهم مازالوا تحت التحقيق ، وهم 1 ـ أمين. س 2 ـ إيلي.ج 3 ـ بيار.ج 4 ـ طوني.ح ، وقالت المصادر أن المدعو أمين. س كان يقود سيارة الهوندا السوداء التي استخدمت لتنفيذ الجريمة.
ولفتت المصادر إلى أن التعتيم على التحقيق الذي تمارسه الأجهزة المختصة فيما يتعلق بهذه القضية يثير الشكوك ، خاصة وأنه بحسب إطلاعهم لا يتم "بهدف الحفاظ على السرية، بل بهدف لفلفة القضية"، إذ يتم العمل على تبرئة المتهمين الأربعة المذكورين، رغم أن التعرف عليهم جاء بعد تحليل الشريط المصور الذي التقطته كاميرا لأحد البنوك القريبة من موقع الجريمة، حيث تم التعرف على وجوه ثلاثة من منفذيها .
وكانت "الجمل" انفردت بنشر معلومات عن الكاميرا التي صورت الجريمة، حيث استخدم القتلة سيارتين ( هوندا سي آر في سوداء اللون) و(بي أم دبليو بيضاء اللون)، المنفذون المباشرون للجريمة كانوا يستقلون السيارة السوداء حيث ترجلوا منها وأطلقوا النار على الجميل ، فيما السيارة بي أم دبليو كان يستقلها ثلاثة أشخاص مكثوا في السيارة، والكاميرا الموجودة في أحد الأبنية القريبة التقطت صور لها ظهرت فيها وجوه الأشخاص الثلاثة وقد تم التعرف عليهم وهم ينتمون للقوات اللبنانية.
وقد لوحظ تجاهل هذه المعلومات من قبل وسائل الإعلام ، التي كانت تبدي حماساً غير عادياً لأي خبر أو تصريح يصب في خانة اتهام سوريا، أو فريق المعارضة. ولعل صحيفة "المستقبل" الناطقة بلسان حال تيار المستقبل علمت بالتطورات التي استجدت في التحقيق وربما أيضاً بأسماء القتلة إلا أنها اكتفت بنشر خبر صغير على صفحتها الأولى ، حول حصول تقدم بالتحقيق، وقالت في عددها الصادر صباح يوم الجمعة 15 / الشهر الجاري: (حصل تقدم مهم في التحقيق لكشف هوية قتلة الجميل)، ونقلت عن مصادر واسعة الاطلاع (ان هناك أدلة من شأنها ان توضح الجهة التي أتى منها القتلة بسيارتين الى منطقة الجديدة حيث وقعت الجريمة).إلا ان هذه المصادر رفضت حسب الصحيفة الإفصاح عن الأدلة حرصا منها على (أن تأخذ التحقيقات مجراها بأكبر قدر ممكن من السرية).ولفتت إلى ان كل المعطيات تم وضعها بعهدة لجنة التحقيق الدولية المستقلة برئاسة سيرج براميرتس المكلفة من مجلس الأمن معاونة السلطات اللبنانية للكشف عن مرتكبي هذه الجريمة.
وكان براميرتس قد أفاد في تقريره الأخير (ان مسلحين كانوا يستقلون سيارة هوندا داكنة اللون قد رشقوا سيارة الجميل بوابل من الرصاص قبل أن يترجل مسلحون منها ويمطروا الجميل وسائقه من البابين الأماميين بوابل آخر من الرصاص).
وعلى الضد مما يجري في التحقيق بخصوص اغتيال الجميل من محاولة لطمس المعلومات وتبرئة المتهمين، فإنه ورغم طلب سيرج برامرتس من القضاء اللبناني البت في أمر توقيف الضباط الأربعة، يتم تجاهل نتائج التحقيق الخالية من أي اتهام يدينهم ويبقيهم قيد الاعتقال.
في سياق آخر كشفت مصادر سياسية لبنانية لـ"الجمل" أن أمين الجميل والد الوزير بيار الجميل، خلال زيارته مؤخراً للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ، قال : لدي إحساس قوي بأن قاتل ابني من فريقنا ، لكن ليس لدي دليل حسي ، فأجابه نصر لله "فتش بتلاقي" .
وعن سبب زيارة الجميل لنصر الله قالت المصادر أنها جاءت لشكر نصر الله على التعزية، وسعى الجميل خلالها إلى فتح خطوط مع المعارضة، بغية تسويق نفسه كرئيس للجمهورية، وعلم أيضاً أن الجميل التقى أيضاً بأحد زعماء المعارضة وعرض عليه فكرة ترشيحه لرئاسة الجمهورية لفترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات ، تكون خلالها الصورة قد اتضحت، فسأله الزعيم المعارض : وهل اقتنعت فريقك ـ 14 شباط ـ بهذه الفكرة ؟ وطلب منه إقناع جماعته أولاً من ثم لكل حادث حديث .
وكان عمرو موسى غادر بيروت على أن يعود اليها لمتابعة مساعيه للوصول الى مخرج للأزمة في لبنان ، وصرح للصحافة بأن نسبة 50% تم انجازها من المبادرة ، وعلمت "الجمل" أن الـ 50% قصد بها موسى موافقة الحكومة على شرطين مقابل إيقاف التحرك الشعبي والشرطين هما:
ـ القبول بالثلث المعطل على أن يكون فيه وزيراً لا يحق له التصويت
ـ الموافقة على تشكيل لجنة لدراسة مسودة مشروع المحكمة الدولية
إلا أن المعارضة رفضت هذا العرض وأصرت على استمرار التحرك الشعبي لغاية تلبية كافة مطالبها والتي هي الثلث المعطل وتشكيل حكومة انتقالية و وضع قانون انتخابات جديد، والنظر في مشروع المحكمة الدولية.
إلا أن المعارضة وافقت على هدنة قصيرة على أن تعود الى التصعيد إذا لم تتحقق مطالبها.
من جانب آخر أثارت كلمة النائب سعد الحريري الأخيرة التي وجهها بالهاتف لأهل الشمال اللبناني استياء مسلمي بيروت من السنة الذين يسعى الحريري لكسب دعمهم، إذ وصف سكان طرابلس بأنهم "خط الدفاع عن بيروت"، ومرد الاستياء أن الحريري بهذا الكلام استخف بوزن سنة بيروت وكأنهم ضعفاء وبحاجة لحماية من أهل طرابلس الأقوياء بحسب ما فهم من كلام الحريري.