أكدت مصادر لبنانية مطلعة لـ (المنار) ان اغتيال الوزير اللبناني بيار الجميل جاء في اطار مخطط امريكي اسرائيلي بالتعاون مع حلفاء واشنطن وتل أبيب في الساحة اللبنانية لاشعال الفتنة في لبنان.
وقالت المصادر ان المخطط استدعى القيام بحادث الاغتيال هذا، سريعا لقطع الطريق على المسيرات الشعبية لاسقاط حكومة فؤاد السنيورة غير الشرعية والمتعارضة مع الميثاق اللبناني.
وأضافت المصادر ان سمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية ، كان تدارس مع ضباط امن اسرائيليين وأمريكيين تفاصيل خطة التخريب الواسعة واتفق معهم على تنفيذها، في عدة لقاءات كان آخرها لقاء سريا تم في منزله بحضور ثلاثة ضباط امن اسرائيليين وآخر امريكي جاءوا اليه يستقلون سيارة دبلوماسية.
وأكدت المصادر ان جعجع كان ارسل اكثر من خمسين عنصرا على فترات الى اسرائيل لتدريبهم في معسكرات خاصة، وتلقى اموالا طائلة من الولايات المتحدة ودول اخرى، وعدته بتسلم رئاسة الدولة اللبنانية خلفا للرئيس الحالي اميل لحود، وكشفت المصادر ان مستشاريه من الامريكيين والاسرائيليين نصحوه بأن تحالف 14 آذار بدأ ينهار وبالتالي لا بد من عمل ما لوقف هذا الانهيار وعشية خروج البنانيين الى الشوارع لاسقاط حكومة السنيورة.
وأشارت المصادر الى ان سمير جعجع كان التقى مسؤولا امنيا اسرائيليا في باريس فور خروجه من المعتقل، كما التقى اسرائيليين مرارا في عواصم غربية وفي قبرص، وحملت زوجته رسائل عديدة الى عناصر ومسؤولين اسرائيليين أكثر من مرة. وكانت انباء تحدثت عن ان رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق قد اغتيل على ايدي عناصر من القوات اللبنانية، وقد فتح حادث الاغتيال هذا لسمير جعجع أن يخرج من السجن، عندما سارع حلفاء امريكا واسرائيل الى اتهام سوريا بذلك، لحمل سوريا على سحب قواتها من لبنان، ومن هنا جاءت سيطرة قوى الرابع عشر من آذار على الحكم.
وذكرت المصادر ان سمير جعجع، ووليد جنبلاط من أقرب حلفاء امريكا في لبنان، وأن حزب الكتائب بزعامة امين الجميل يشكل الحلقة الاضعف في تحالف الرابع عشر من آذار، ومن هنا، كان اختيار نجله بيار ليكون هدفا سهلا لجعجع وخلاياه المسلحة لينقذ بذلك هذا التحالف والحكومة الحالية من الانهيار أمام الثورة الشعبية التي كان مخططا لها الانطلاق يوم الخميس.
وأكدت المصادر أن سمير جعجع نفذ اغتيالات عديدة بشكل او بآخر ضد قادة لبنانيين، كما اعدم الكثيرين من الفلسطينيين، وقام بتعذيب اربعة دبلوماسيين ايرانيين قام بتسليمهم بعد ذلك الى اسرائيل، وأعيدوا اليه بعد فترة ليقوم باعدامهم بدم بارد.
ونقلت المصادر عن جهات دبلوماسية مطلعة ان جعجع تلقى مؤخرا شحنات من الاسلحة، وكميات من المتفجرات، وأكثر من مائة سيارة متنوعة بتمويل امريكي اسرائيلي.
وأضافت هذه الجهات ان سمير جعجع تلقى اتصالا قبل يومين، أي يوم الاحد الماضي، فحواه، ان الوضع اللبناني الحالي يشكل خطرا على اسرائيل وان حلفاء واشنطن وتل ابيب بدأوا ينهارون، وأن فرصته لتولي الرئاسة قد تتبدد مع نزول اللبنانيين الى الشوارع لاسقاط حكومة فؤاد السنيورة، وأن عليه اختيار الهدف لمنع الانهيار وحماية حلفاء امريكا واسرائيل من السقوط.
وقالت هذه الجهات ان جعجع بعد ذلك، قام بالاتصال مع وليد جنبلاط، ثم استدعى اركان حزبه الى اجتماع عاجل، وطلب من خلاياه التخريبية بالانتشار، ترقبا لحدث ما، كما قال لهم... فكان حادث الاغتيال الذي وقع امس عندما اغتيل الوزير بيار أمين الجميل.
مصادر عليمة، ذكرت ان سقوط حكومة السنيورة، كان سيؤدي الى تشكيل حكومة جديدة، قد تقوم بفتح ملفات الاجرام الذي ارتكبه سمير جعجع، وخاصة اغتياله لرئيس وزراء لبنان الاسبق رشيد كرامي، وزعيم حزب المردة السابق سليمان فرنجية ونجله اضافة الى اعدامه مئات الفلسطينيين ، ودفنهم في مقابر جماعية.
ولم تستبعد المصادر ايضا ان تكون عملية الاغتيال قد تم تنفيذها، لمنح مجلس الامن ورقة للضغط على سوريا في مسألة المحكمة الدولية، كذلك فهي تدفع باتجاه تمرير مخطط تقسيم لبنان وتفتيته ، والسؤال، الذي لا يحتاج الى عناء الاجابة عليه، هو:
من هو المستفيد من اغتيال بيار الجميل؟ المستفيدون، هم الذين تهتز مواقعهم والذين ارتعدت فرائصهم عندما استعدت الجماهير للنزول الى الشارع حماية للوحدة الوطنية واسقاطا للمشروع الغريب الشرير
الثلاثاء ديسمبر 19, 2006 1:45 am
