كشفت مصادر دبلوماسية في باريس ان هناك اتفاقا فرنسياً أمريكياً على ضرورة المماطلة حتى منتصف الأسبوع القادم قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. وكشفت مصادر وثيقة الاطلاع ان البلدين -باتفاق مع بريطانيا وإسرائيل ودول عربية- يتزعمان الآن خطة لإطالة أمد الحرب الهمجية على لبنان، لعل إسرائيل تتمكن من تحقيق انجاز يحفظ ماء وجه قيادتها ورفع معنوية جيشها، ومن اجل وضع اللمسات الأخيرة لدور تآمري تخريبي تقوم به في المرحلة القادمة القوى الموالية لأمريكا وإسرائيل داخل الساحة اللبنانية، لاستكمال المخطط الإسرائيلي الذي فشلت الحرب حتى الآن في تحقيقه وانجازه.
وكشفت المصادر أن حديثاً جرى يوم الجمعة الماضي بين ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي وكونداليزا رايس وزيرة الخارجية حول الأوضاع في لبنان، وصف فيه تشيني قادة الجماعات المؤيدة لواشنطن في لبنان جنبلاط والحريري وجعجع والجميل بـ (الحثالة)، عندما طلب منها ان تضغط عليهم للقيام بانتقاد حزب الله ومهاجمته، وإثارة الرأي العام الداخلي في لبنان ضده، كما دعاها إلى ان (تدك) القوات الإسرائيلية كل لبنان وان تدمر مرافقه، وان تسرع تل أبيب في السيطرة على عمق 10 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية.
وأضافت المصادر نقلا عن مسؤول كبير في دولة عربية رفض الكشف عن اسمه ان الإدارة الأمريكية أمرت بعض الحكام العرب بعقد مؤتمرات وإصدار بيانات تفتح باب النقاشات لإطالة أمد الحرب، وان يقوموا عبر ذلك بدعم التحرك الفرنسي الأمريكي الدبلوماسي الذي يؤمن غطاء لإسرائيل لتواصل حربها أسبوعاً آخر، وكشف المسؤول العربي ان عقد مؤتمر وزراء الخارجية العرب في بيروت يأتي في هذا السياق، فضلاً عن انطلاق دعوة عربية من قلب بيروت تطالب بفصل المسارين السوري واللبناني.
وقال المسؤول العربي ان التحرك العربي هو جزء من الخطة الأمريكية الإسرائيلية وليس إسناداً فعليا وحقيقيا يمكن ترجمته لصالح لبنان.
وفي السياق نفسه قالت مصادر عليمة ان باريس وواشنطن وبعض العواصم العربية، تطرح مبادرات تتعمد أن تتضمن بنودا تستدعي إثارة النقاش وإظهار التباين بين الأطراف ذات العلاقة، لمنح إسرائيل المزيد من الوقت لمواصلة حربها التدميرية ضد لبنان وحزب الله.
ومن جانب آخر قالت مصادر مطلعة إن وليد جنبلاط وسمير جعجع وأمين جميل اتصلوا مع عناصر في وزارة الخارجية ودوائر الأمن الأمريكية، وطلبوا منها أن تمارس واشنطن نفوذها بكل الوسائل لفرض حل على لبنان لا يخدم حزب الله، بل يسحب شرعية المقاومة؛ وأوضحت المصادر أن أمريكا وإسرائيل ودولاً عربية خططت جميعها عبر العمل العسكري لخلق لبنان جديد مقطوع العلاقات مع سورية ومقطوع العلاقات مع إيران ولا تأثير فيه لحزب الله.
وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل تخشى أن تكون نتائج الحرب على المستوى الشعبي هي المزيد من التأييد لحزب الله وأمينه العام حسن نصر الله.