تحقيق جديد في حرب لبنان

كتب محرر الشؤون الإسرائيلية:
اهتزت هيئة أركان الجيش الإسرائيلي مرة أخرى بعاصفة جديدة، جراء النتائج التي توصلت إليها إحدى لجان التحقيق العسكرية التي تم تعيينها لفحص أداء الجيش في حرب لبنان الثانية.
وخلصت لجنة بقيادة الجنرال أودي شني إلى أن أداء المستويات العليا في هيئة الأركان في الحرب كان سيئا. وأثار عرض نتائج التحقيق على هيئة الأركان، أمس، سجالا صاخبا كالذي أثارته نتائج التحقيق الذي قاده الجنرال عميرام ليفين.
وفي إطار التقرير الذي عرضه الجنرال شني، تم توجيه انتقادات شديدة لأعلى المستويات في الجيش وخصوصا لرئيس الأركان دان حلوتس ونائبه موشيه كابلينسكي، وكذلك قائد الذراع البري بني غينتس ورئيس شعبة العمليات غادي آيزنكوت.
وكان حلوتس قد كلف شني, على وجه الخصوص، بالتحقيق في قضية الأوامر التي صدرت أثناء الحرب من المراكز القيادية العليا وكيفية تطبيقها في الميدان.
وبينت نتائج التحقيق أن الأوامر الصادرة عن هيئة الأركان <شذت> عن زمن القتال الفعلي، ما دفع إلى استمرار القتال ضد حزب الله أكثر من المتوقع. وشدد الجنرال شني، في تقريره، على أن مهمة تقليص تساقط صواريخ الكاتيوشا بشكل كبير لم تنفذ بشكل صحيح، برغم الجهد المركب والمشترك للقوات البرية والجوية. وانتقد شني شعبة العمليات، التي كانت تغير أوامرها مرة كل بضع ساعات.
كما انتقد شني بشدة قيادة الجبهة الشمالية برئاسة أودي أدام، خصوصا في قضية تسلم الأوامر من شعبة العمليات، وإيصالها إلى المستويات الميدانية. ووجد فوارق بين الأوامر الصادرة عن هيئة الأركان العامة والأوامر التي نزلت إلى الميدان, وأنحى باللائمة في ذلك على القيادة الشمالية التي كان ينبغي أن تتأكد من مغزى الأوامر، وليس فقط من توزيعها.
وأظهر التقرير العيوب في كل ما يتعلق بوضوح الأوامر. وأوضح أنه في الكثير من الحالات لم تتم ترجمة ما تقصده هيئة الأركان بالشكل السليم في القيادة الشمالية، وتم نقل الأوامر للمستويات الميدانية بشكل جزئي. وتحدث عن صدور الكثير جدا من الأوامر التي كان بعضها يناقض بعضه الآخر، ما زاد البلبلة. واعتبر أن قسما من الأوامر التي صدرت عن هيئة الأركان ما كان ينبغي
لهذه الهيئة الانشغال بها، وكان من الضروري ترك القرار فيها للمستويات التكتيكية، ما يتيح المجال للقيادة الاهتمام بالقضايا الأكثر استراتيجية.
وشدد ضباط أطلعوا على التقرير، أمام مراسلي صحيفة <معاريف>، على أن التقرير يوجه إصبع اتهام نحو هيئة الأركان العامة. وقال هؤلاء ان <أساس النقد موجه نحو رئيس الأركان حول طريقته في إدارة الحرب، وعدم تحقيقه الأهداف التي رصدت لها في البداية>. ورأى الضباط أن تقرير شني <انتقد بشدة الجنرالات الذين نزلوا إلى الميدان، وأصدروا تعليمات وأوامر مخالفة للأوامر المكتوبة الصادرة عن هيئة الأركان. وأشار التقرير إلى التدخل في السجال الذي نشب بين هيئة الأركان والقيادة الشمالية ما أشاع بلبلة وانعدام النظام>.
ويرى معلقون إسرائيليون أن تكرار الانتقادات في لجان التحقيق لأداء المستوى القيادي الأول في الجيش يعيد رسم علامات استفهام كبيرة على أعضاء هذه القيادة.
وكان من المقرر أن يقدم جنرال آخر، هو الجنرال آفي مزراحي، أمس نتائج تحقيقات اللجنة التي ترأسها حول أداء القوات الاحتياطية. ويتوقع أن يثير هذا التقرير أصداء واسعة في الساحتين السياسية والعسكرية الإٍسرائيلية.