بات المواطن يسأل نفسه أيُفعل ما يفعل في الوطن لأجل الوطن!!
هل من سبب فعلي وحقيقي لكل ما يجري من مآسي وأفعال شائنة وقتل محاولات قتل!!
أ للبنان حقاً مات واستشهد هؤلاء المواطنين ام كانوا نتيجة حسابات سياسية واقتصادية وشخصية داخلية مقرونة بأخرى اقليمية ودولية؟؟
للوطن ينهار الاقتصاد وتشرّد العائلات وتقام حروب لا شأن له بها على أرضه؟؟
بإسم الشعب تباع كرامة الوطن وسيادته وسلطته على ربوعه وكيانه؟
أسئلة وأسئلة تكاد لا تسعها اوراق العالم كله، فما دام الحال على ما هو والوضع على هذه الوتيرة ستظل هناك اسئلة واسئلة ولكن من دون جواب.
وطني، بلدي، أمّتي، شعبي، حرٌ، سيدٌ، مستقلٌ.... وغيرها من التعابير الكبيرة في معناها اللفظي والمعنوي والفعلي، سُلخت وشوّهت معانيها الأسمى على ألسنة ساستها الشرفاء العابقين برائحة الفساد والمصلحة والخيانة.
لم يتركوا دولة، او حدث او مؤتمر او احتفالية الاّ ولم يذكروك فهل كانوا يتفكرون بك ام يسترجعون في ذاكرتهم ما بقي منك وفيك.
كم من الحروب والمجازر يجب ان نعيش ونرى؟ بكم من الدمار والنكسات الاقتصادية يجب ان نُبلى؟ لمن علينا ان نخنع وننقاد بعد؟ الى من يتوجب علينا ان نعطي الولاء والسلطان؟ لا نعرف ولا نريد ان نعرف فلقد تعبنا، انهكنا ووصلنا الى الحضيض.
أشعار وقصائد نظمت لاسمك يا وطني، ولكن اين هي منك اليوم، ساسة العالم والوطن يتناحرون على الـ25401كلم2، يريدونك ابكماً، مقسّماً، معزولاً، مشرذماً، «ففرق تسدّ» مقولة اعتدنا على سماعها من كبارنا، فهل يدرون بأنها تتحقق اليوم في لبناننا، اكاد اشكّ بذلك لأنهم امسوا عميَ البصيرة لا يرون اكثر من أنوفهم الشمّاء!!!
ولكن يا وطن الـ25401 كلم2، يا وطني انك لم تقم يوما على سلطتك فقط بل على شعبك الأبيّ، الرافض ابداً للاحتلال والإنقسام،للحرب والإذلال، للفتن والتخوين، مواطنيك شرفاء ذاقوا الأمرّين، ناضلوا في سبيلك، استشهدوا من أجلك، شنقوا لاستقلالك، سجنوا لتتحرّر، وشرّدوا وجاعوا لتعيش حراً وسيّداً لا يُمْلَ عليك أمراً.
شعبك هذا لن يرضى ان تظلّ هكذا، فالحال وصلت الى حد فاق التحمّل والتصوّر، فالفجور والتبعية والآنية استفحلت فيك من قبل قادتك الأجلاّء التابعين. لذا فالغد المشرق المتوقّع سيأتي لا محالة وستزول عنك اللعنة الأبدية فمع كل بزوغ فجر في سمائك الزرقاء سترفع الصلوات ليحفظك الله من الشرور والمطامع. ومع كل نسمة ريح تلفح جبالك ووديانك وسهولك الخضراء سترفرف رايتك على جباه اولادك المكلّلة بالمجد والشرف.
اصبحت يا لبناني شهيد الدول النازف دوماً لأجلهم، جُعلت ميداناً لحروبهم ومشاكلهم، ودُمّرت ليتسابقوا على إعمارك بأموالهم النتنة علّهم بذلك يرتهنوك، يتملكونك نهائيا، فيرتاحون. ولكن لا ونقولها بالفم الملآن، لن نرضَ ولن نقبل هتكاً بنا وبأرضنا، لن نقبل اغتصابنا وتحويلنا الى أشلاء لا كرامة لها ولا مستقبل.
لا تنسى ايّها العالم ولا يغيبنّ عن خاطرك ايّتها الشعوب بأننا نحن الذي صنعنا مستقبلكم بأيدينا وفكرنا فالحرف المكوّن للكلمة المفصل التي تقرّرون بها مصيرنا نحن الذين علّمناكم اياه والقول المأثور ابلغ شهادة وايحاء لمن هو الخاضع والمرتهن ومن هو السيد والآمر (من علّمك حرفا صرت له عبدا) لذا لا تأخذ اعناقكم كثيرا في السمو والعلو ولا تزهو وجوهكم المقيتة كثيرا بالنصر والفوز فنحن كنّا وما زلنا وسوف نكون اسياد العالم الحقيقيين، نحن الاحرار وانتم المرتهنين التابعين لاهوا ئكم واموالكم وانانيتكم الحمقاء، نحن ورود العالم الحمراء التي تفرّعت من ارض رويت من دم شهداء سال من اجل وطن كان وما زال الحلم المبتغى لتعلو رايته فوق العالم اجمع فيتعلّموا منه المجد والصلابة والشهادة. ولأجله ستفرش الاجساد تربة خصبة ينبت منها الغد المشرق الذي سيضيء على الحرية.
ولعلّه في النهاية وجب علينا القول: قفوا للبنان احتراما وإجلالاً فإن وطني اصبح شهيداً عن العالم.